فصل [26] [في العناية و بيان كيفية دخول الشرّ في القضاء الإلهي]
[في معنى العناية]
و خليق بنا إذا [1] بلغنا هذا الموضع [2] أنّ نحقّق القول في العناية.
و لا نشكّ أنّه قد اتضح لك ممّا
[3] سلف منّا بيانه أنّ العلل العالية لا يجوز أن تكون [4] تعمل ما تعمل [من العناية] لأجلنا،
أو تكون بالجملة يهمها شيء و يدعوها داع، و يعرض عليها إيثار.
و لا لك سبيل إلى أن تنكر الآثار العجيبة في تكوّن العالم و أجزاء
السماوات [5] و أجزاء النبات و الحيوان ممّا لا
يصدر ذلك اتفاقا، بل يقتضي تدبيرا ما.
فيجب أن تعلم أنّ العناية هي كون الأوّل عالما لذاته بما هو [6] عليه