و [1] كذلك امتزاج نسبها هناك سبب لامتزاج
بسبب [2] هذه العناصر أو معيّن؛ و لأجسام [3] السماويات تأثير في أجسام هذا
العالم بالكيفيات الّتي تخصها، و تسرى منها إلى هذا العالم، و لأنفسها تأثير أيضا
في أنفس هذا العالم.
و بهذه المعاني نعلم [4] أنّ الطبيعة الّتي هي مدبّرة لهذه الأجسام كالكمال و الصور حادثة
عن النفس الفاشية في الفلك أو بمعونتها.
التفسير:
قال- أيّده اللّه-: ذكر هاهنا شيئا من أحكام الصورة:
أحدها: أنّ المادّة لا تبقى بدون الصورة. لما ثبت أنّ المادّة لا
تنفكّ عن الصورة؛ و إذا كان كذلك لم يكن قوامها لمبدإ من المبادئ الأوّل وحده، بل
يكون عنه و عن الصورة.
و أيضا فإنّ قوام المادّة ليس عن هذه الصورة المعيّنة الّتي تقيمها،
لأنّها قائمة بدونها، فإذن ليس قوامها عن الصورة، بل عنها و عن المبادئ الباقية
بواسطتها أو بواسطة صورة أخرى مثلها. فلو كانت المادّة عن المبادئ الأوّل وحدها
لاستغنت عن الصورة، و لو كانت عن الصورة وحدها لما سبقت على الصورة، بل كما أنّ
الطبيعة المشتركة من الحركة المستديرة هناك تلزم طبيعة تقيمها الطبائع [5] الخاصة بفلك فلك،