يجوز أن يكون الواحد يلزم عنه واحد، ثمّ ذلك الواحد يلزمه حكم و
حال أو صفة أو معلول، و يكون ذلك أيضا [1] واحدا، ثمّ يلزم عنه بمشاركة ذلك اللازم شيء، فتتبع من هناك كثرة
جملتها بكيف [2] ذاته.
فيجب إذن أن يكون مبدأ [3]/DB 04
/ هذه الكثرة هي العلّة لإمكان وجود الكثرة فيها
[4] عن المعلولات الأولى، و لو لا هذه الكثرة لكان لا يمكن أن توجد
منها إلّا وحدة و لا يمكن أن يوجد عنها جسم؛ ثمّ لا إمكان كثرة هناك إلّا على هذا
الوجه فقط.
و قد بان لنا فيما سلف أنّ العقول المفارقة كثيرة العدد، فليست إذن
موجودة معا عن الأوّل، بل يجب أن يكون أعلاها هو الموجود الأوّل عنه، ثمّ يتلوه
عقل و عقل؛ و لأنّ تحت كلّ عقل فلكا- بمادته و صورته الّتي هي النفس- و عقلا دونه
فتحت كلّ عقل ثلاثة أشياء في الوجود.
فيجب [5]
أن يكون إمكان [وجود] هذه الثلاثة عن ذلك العقل الأوّل في الإبداع لأجل التثليث
المذكور فيه، و الأفضل يتبع الأفضل من جهات كثيرة.
فيكون إذن العقل الأوّل يلزم عنه بما يعقل الأوّل وجود عقل