أمور خارجة عن ذاته، و التكثّر في الأمور الخارجية لا يبطل وحدة
الذات الواجب لذاته، نصّ عليه في الإشارات [1]: «و كما أنّ صدور الأشياء عنه ليس بالقصد، فكذلك ليس بالطبع؛ لأنّ
الطبع لا شعور و لا معرفة له بالفعل و لا رضا
[2]، و واجب الوجود لذاته [3] يفعل الأشياء بالعلم؛ لأنّه عقل محض يعقل ذاته، و إذا [4] عقل ذاته يعقل أنّه يلزم عنه وجود
الكلّ، و ليس في ذاته مانع لوجود الكلّ عنه؛ و لا هو كاره صدور الكلّ عنه، و ذاته
عالمة بأنّ كماله و علوّه بحيث يفيض عنه الخير، و هو عاقل لنظام الخير في وجود، لا
عقلا خارجا عن القوّة إلى الفعل، و لا عقلا منتقلا من معقول
[5] إلى معقول؛ فإنّ ذاته بريئة عمّا بالقوّة عن كلّ وجه على ما بيّنا،
بل عقلا واحدا معا [6]، و إذا عقل نظام الخير لزم أن يعقل
أنّه كيف يمكن أن يكون أفضل ما يكون أن يحصل وجود الكلّ على مقتضى معقوله؛ فإنّ
الحقيقة عنده و هي بعينها على ما علمت علم و قدرة و إرادة. و أمّا نحن فنحتاج في
فعل ما نتصوّره إلى قصد و الي حركة و إلى إرادة حتّى يوجد الفعل، و لا يصحّ ذلك في
حقّ واجب الوجود لذاته لبراءته عن الاثنينية».
اعلم أنّ هذا الكلام في أنّ صفات الواجب الوجود نفس ذاته.
[1] . هكذا في النسخ/ و انا لم نعثر عليه فى الإشارات على صريح
ألفاظها