قال- أيّده اللّه-: من هاهنا شرع في بيان كيفية صدور الكلّ عن الواجب
الوجود لذاته. فقال ثبت أنّ الواجب الوجود لذاته واحد و أنّه ليس بجسم، و لا حال
في جسم، و أنّه غير منقسم بوجه، و أنّه لا سبب له، و قد
[1] علمت أنّ الأسباب أربعة.
فقوله: «لا الذي عنه» إشارة إلى نفى السبب الفاعلي؛ «و لا الذي فيه»
إشارة إلى نفي السبب المادي؛ «و لا الذي به
[2]»، اشارة إلى نفي السبب الصوري؛ «و لا الذي له»، اشارة إلى نفي السبب
الغائي.
ثمّ فرّع على هذه المسائل مسائل أخرى و
[3] أحدها: أنّ صدور الأشياء عنه ليس على سبيل قصد و غرض، و قد بيّن هذه
المسألة قبل هذا، و ذكر هاهنا بيانا آخر و هو: أنّه لو قصد وجود الكلّ لزم التكثّر
في ذاته، لأنّه حينئذ يكون لقصده سبب، و هو معرفته و علمه يوجب القصد أو استجابة
أو خيرية فيه يوجب ذلك، ثمّ قصد فائدة يفيدها القصد على ما أوضحناه، و هذا محال.
و حاصل هذا الكلام [4] هو أنّه لو كان الواجب لذاته فاعلا لكان لقصد سبب و له فائدة، و ذلك
يوجب التكثّر في ذاته.
و لقائل [5]
أن يقول: هذا التكثّر ليس في ذات الواجب لذاته، بل