الوجود، كيف ينبغي [1] أن يكون لا عقلا خارجا عن القوّة إلى الفعل، و لا [عقلا] منتقلا [2] من معقول إلى معقول [3]؛ فإنّ ذاته بريئة عمّا بالقوّة من
كلّ وجه على ما أوضحناه [4]
قبل، بل عقلا واحدا معا؛ و يلزم ما يعقله من نظام الخير في الوجود؛ إذ يعقل أنّه
كيف يمكن و كيف يكون أفضل ما يكون أن يحصل وجود الكلّ على مقتضى معقولة؛ فإنّ
الحقيقة المعقولة عنده هي بعينها على ما علمت علم و قدرة و إرادة.
و أمّا نحن فنحتاج في تنفيذ ما نتصوّره إلى قصد و إلى حركة و إرادة
حتّى توجد، و هو لا يحسن فيه ذلك، و لا يصحّ لبراءته عن الاثنينية.
و على ما أطنبنا في بيانه فتعقّله علّة للوجود على ما يعقله، و
وجود ما يوجد عنه على سبيل لزوم لوجوده و تبع لوجوده، لا أنّ وجوده لأجل وجود شيء
آخر غيره.
و هو فاعل الكلّ بمعنى أنّه الموجود الذي يفيض عنه كلّ وجود فيضانا [5] مباينا لذاته، و لأنّ كون ما يكون
عن الأوّل إنّما هو على سبيل اللزوم، إذ صحّ أنّ الواجب الوجود بذاته واجب الوجود/DA 93
/ من جميع جهاته، و فرغنا من بيان هذا الغرض قبل.