و علمه لوجوب [1] القصد أو استحبابه أو خيرية فيه توجب ذلك، ثمّ قصد، ثمّ فائدة يفيدها
إيّاها [2] القصد على ما أوضحنا قبل؛ و هذا
محال.
و ليس كون الكلّ عنه على سبيل الطبع بأن يكون وجود الكلّ عنه لا
بمعرفة و لا رضاء منه، و كيف يصحّ هذا و هو عقل محض يعقل ذاته، فيجب أن يعقل أنّه
يلزمه [3] وجود الكلّ عنه؛ لأنّه لا يعقل ذاته
إلّا عقلا محضا و مبدءا أولا.
و إنّما يعقل وجود الكلّ عنه على أنّه مبدؤه، و ليس في ذاته مانع
أو كاره لصدور الكلّ عنه، و ذاته عالمة بأنّ كماله و علوه بحيث يفيض عنه الخير، و
أنّ ذلك من لوازم جلالته المتشوّقة [4] له لذاتها، و كلّ ذات تعلم ما يصدر عنها و لا يخالطها [5] معاوقة ما، بل يكون على ما أوضحنا
[ه] فإنّها [6] راضية
[7] بما يكون عنها [8]، فالأوّل راض بفيضان الكلّ عنه.
و لكنّ [9]
الحقّ الأوّل إنّما فعله [10] الأوّل، و بالذات أنّه يعقل ذاته الّتي هي لذاتها مبدأ لنظام
الخير في الوجود، فهو عاقل لنظام الخير في