يتحرّك من جهة إلى جهة و لا تعاند أن يتحرّك
[1] الجسم من جهة أخرى إلى جهة أخرى.
قال: و هذا محال؛ لأنّ الجسم من حيث هو جسم لا يوجب هذا، و إلّا
لشاركت [2] الأجسام في هذا، و الطبيعة من حيث هي
طبيعة لا تطلب موضعا طبيعيا لكن تطلب موضعا معينا، و إلّا لكان النقل عنه قسريا/DA 83
/؛ فحينئذ تكون حركة الفلك قسريا، و القسر لا يكون دائما و لا أكثريا أيضا، [و] لا
يجوز أن تكون للفلك [3]
طبيعة توجب اختلاف الحركات لما بيّنا أنّ حركات الأفلاك ليست طبيعية، و لا يجوز أن
يكون ذلك الاختلاف من جهة النفس حتّى يريد تلك الجهة لا محالة، إلّا إذا كان غرض [4] في الحركة مختصا
[5]، لأنّ الإرادة تابعة للغرض لا الغرض تابع للإرادة.
قوله: «فإذا كان لو كان الغرض التشبه بجسم من السماوية».
هذا هو البرهان الذي ذكر على أنّ المتشبّه به لا يجوز أن يكون جسما
سماويا.
قوله: «و كذلك [إن كان] الغرض لمحرّك ذلك
[6] الفلك التشبه بمحرّك ذلك الفلك».
معناه: أنّه ليس غرض محرّك الفلك التشبّه بمحرّك فلك آخر.