محرّكة تعقل الخير، و لها بسبب الجسم تخيّل، أيّ تصوّر للجزئيات و
إرادة للجزئيات، و يكون ما يعقله من الأوّل و ما يعقله من المبدأ [1] الذي يخصّه القريب منها [2] مبدأ يشوّقه إلى [3] التحريك
[4]، و يكون لكلّ فلك عقل مفارق نسبة إلى نفسه نسبة العقل الفعال إلى
أنفسنا، و أنّه مثال كلّي عقلي لنوع فعله، فهو يتشبّه به.
[و بالجملة] فلا بدّ في كلّ متحرّك منها لغرض عقلي، و بالجملة لا
بدّ [5] من مبدأ عقلي
[6] يعقل الخير الأوّل، و تكون ذاته مفارقة.
فقد علمت أنّ كلّ ما يعقل [فهو] مفارق الذات و من مبدأ للحركة
جسماني أي موصل [7] للجسم
[8].
فقد علمت أنّ الحركة السماوية نفسانية تصدر عن نفس مختارة متجدّدة
الاختيارات [9]، أي
[10] على الاتصال جزئيتها.
التفسير:
قال- أيّده اللّه-: لمّا أثبت أنّ غرض
[11] الفلك من الحركة ليس هو التشبّه بفلك أعلى منه، أراد أن يبيّن أن
اختلاف حركات الأفلاك ليس لاختلاف طبيعة ذلك الجسم
[12] بأن تكون طبيعة الجسم تعاند أن