قال- أيّده اللّه-: ذهب قوم [1] إلى أن كلّ فلك فهو متشبّه بالفلك الذي فوقه، و أمّا الفلك الأقصى
فهو متشبّه بالواجب [2]
الوجود لذاته الأوّل.
و الشّيخ أبطل هذا المذهب قائلا بأنّه لو كان كلّ فلك متشبّها بما
فوقه [3] لكان متشابها في جهة الحركة و سرعتها،
و ليس الأمر كذلك.
فإن قيل: هذا إنّما يجب أن لو لم يكن السافل قاصرا عنه بالمرتبة.
قلنا: القصور عنه في المرتبة يوجب الضعف في الفعل، لا المخالفة في
الفعل مخالفة يوجب أن يكون هذا في جهة و الأخرى في جهة أخرى.
قال الشّيخ:
[ليس اختلاف الأفلاك بسبب أجسامها]
و لا يمكن أن يقال: أنّ السبب في ذلك الخلاف طبيعة ذلك الجسم؛ فإن [4] كان طبيعة
[5] ذلك [6]
الجسم تعاند [7] أن يتحرّك من «ا» إلى «ب»، و لا
تعاند [8] أن يتحرّك من «ب» إلى «ا» فإنّ هذا
محال. فإنّ الجسم بما هو جسم لا يوجب هذا.