و لا يجوز أن يكون ذلك الخير من كمالات الجوهر المتحرّك، فيناله
بالحركة، و إلّا لانقطعت الحركة.
و لا يجوز أن يكون يتحرّك ليفعل فعلا، يكتسب بذلك الفعل كمالا، كما
من شأننا أن نجود لنمدح، و نحسن الأفعال لتحدث لنا ملكة فاضلة، أو نصير [1] خيرين.
و ذلك لأنّ المفعول يكتسب كماله من فاعله
[2]. فمحال أن يعود فيكمل جوهر فاعله، فإنّ كمال [المفعول] المعلول
أخسّ من كمال العلّة الفاعلة، و الأخسّ لا يكتسب الأشرف و الأكمل كمالا، بل عسى أن
يهيّئ الأخس للأفضل آلته و مادّته، حتّى يوجد هو في بعض الأشياء عن سبب آخر.
و أمّا نحن فإنّ المدح الذي نطلبه و نرغب فيه هو كمال غير حقيقي،
بل مظنون. و الملكة الفاضلة الّتي نحصلها بالفعل ليس سببها الفعل، بل الفعل يمنع
ضدها و يهيئ لها [المادّة] [3] و تحدث هذه الملكة من الجوهر/DA
43 / المكمّل، لا
نفس الناس، و هو العقل الفعال أو جوهر آخر يشبهه.
و على هذا فإنّ الحرارة المعتدلة سبب لوجود القوى النفسانية، و لكن
على أنّها مهيّئة للمادّة لا موجدة، و كلامنا في الموجد.
ثمّ بالجملة إذا كان الفعل تهيّئا ليوجد كمالا انتهت الحركة عند