قوله: «بل الحركة إنّما تقتضيها
[1] الطبيعة لوجود حالة غير طبيعية لا محالة
[2]».
لمّا أثبت أنّ الطبيعية لا تقتضي الحركة مطلقا و أنّها مقتضية
للحركة، صرّح أنّها تقتضيها عند الوجود حالة غير طبيعية، أمّا في الأين فكالحجر
المرمى إلى فوق، و أمّا الكيف فكالماء المتسخّن قسرا، و أمّا في الكم فكالذابل
ذبولا مرضيا.
قوله: «و العلّة في تجدّد حركة بعد حركة تجدّد الحال الغير
الطبيعية».
معناه: أنّه ما دامت الحالة الغير الطبيعية متجدّدة فإنّ الطبيعية
تكون محرّكة لها ليرده إلى الحالة الملائمة، و تختلف أجزاء الحركة بحسب القرب و
البعد من تلك الحالة المطلوبة، فإذا أوصله إليه انقطع التحريك.
قوله: «و إذا [3] كان الأمر على هذه الصفة لم تكن حركة مستديرة عن طبيعة» إلى آخره.
هذه المقدّمات شروع في إقامة الحجة على أنّ الحركة الأولى المستديرة
ليست طبيعية، و قد لخّصناه [4].