فإذا [1] تقدّمه
[2] عليها بذاته و بالزمان، فإذن لا يتحقّق كونه سابقا على الحوادث إلّا
بالزمان.
ثمّ هذا الزمان إن كان متناهيا عاد ما ذكرنا من المحال؛ و إن لم يكن
متناهيا لزم أن لا يكون للزمان أوّلا زمانيا.
فإن قيل: يكفي في تحقيق ذلك التقديم الزمان المقدّر.
فنقول: الزمان إن لم يكن ثابتا في الخارج لم يتحقّق التقديم. و أيضا
لا شكّ أنّه يصدق حينئذ قولنا: «كان اللّه و لم يكن معه عالم و لا حركة»، [3] و لفظ «كان» يدلّ على أمر مضى و ليس
الآن و خصوصا تعقّبه «ثمّ كان»؛ فإذن قد كان كون قد مضى و ذلك الكون متناه.
فإذن وجد زمان قبل الحركة و الزمان؛ لأنّ الماضي [1]: إمّا أن يكون
ماضيا بذاته، [2]: و إمّا أن يكون بالزمان. و الأوّل هو الحركة و ما فيها و معها [4].
ثمّ ذلك الزمان إن كان متناهيا لزم ما ذكرنا من المحال. و إن لم يكن
متناهيا لزم أن يكون للزمان بداية زمانية، و أيضا أنّه يصدق حينئذ أن يقال كان و
لا خلق و كان و خلق.
ثمّ معنى «كان» و «لا خلق» [1]: إمّا أن يكون نفس وجوده فقط، [2]: و
إمّا أن يكون وجوده مع عدم الخلق.