شيء موجود غير المعنيين. و قد وضع هذا المعنى للخالق عزّ ذكره
ممتدا لا عن بداية، و جوّز فيه أن يخلق قبل أيّ وقت
[1] توهّم [2]
فيه [3] خلقا.
فإذا كان هذا هكذا كانت هذه القبلية مقدّرة مكممة.
و هذا هو الذي نسمّيه الزمان؛ إذ تقديره ليس تقدير ذي وضع و لا
ثبات، بل على سبيل التجدّد.
ثمّ إن شئت فتأمّل أقاويلنا الطبيعية! إذ بيّنا أنّ ما دلّ [4] عليه معنى «كان» و «يكون» عارض
لهيئة غير قارة، فالهيئة [5]
الغير القارّة هي الحركة. فإذا تحقّقت علمت أنّ الأوّل إنّما سبق الخلق عندهم ليس
سبقا مطلقا، بل سبقا بزمان معه [6] حركة و أجسام أو جسم.
التفسير:
قال- أيّده اللّه-: المقصود من هذا الفصل إثبات أنّ الزمان لا بداية
له زمانا و تلخيصه هو: أن تقدّم الواجب لذاته على الحوادث [1]: إمّا أن يكون بذاته
فقط، [2]: و إمّا، أن يكون بذاته و بالزمان.
و محال أن يكون بذاته فقط، و الّا لزم حدوث الواجب لذاته أو قدم
الحادث.