قدرة و تمكّن [1]، أو عرض؛ لأنّ الممكن أن يوجد و أن لا يوجد، لا يوجد [2] إلّا بسبب مرجّح، و إذا كان هذا الذات
موجودا أو لا يجب عنه الترجّح ثمّ يرجّح لا بدّ من حادث موجب له في هذا الذات، و
إلّا كانت نسبتها إلى ذلك الممكن على ما كان قبل، و لم تحدث له نسبة أخرى، فيكون
الأمر بحاله. فإذا حدثت له نسبة فقد حدث أمر ما في ذاته أو مباينا عنه، و قد بان
بطلان ذلك.
و بالجملة فإمّا أن بطلت [3] النسبة الموقعة لوجود كلّ حادث في ذاته أو مباين [4] عن ذاته و لا نسبة أصلا، فيلزم [5] أن لا يحدث شيء أصلا، و قد حدث.
فعلمنا أنّه حدث بإيجاب عن ذاته، و لنرجع إلى شرح ألفاظ الكتاب.
قوله: « [و] أيضا مبدأ الكلّ ذات واجبة
[6] [الوجود]».
معناه: قد ثبت أنّه لا بدّ من انتهاء الممكنات إلى واجب الوجود لذاته
و أنّه مبدأ الكل.
قوله: «واجب الوجود واجب [أن يوجد] ما يوجد عنه».
معناه: أنّ كلّ ما جاز وجوده عن واجب الوجود وجب وجوده عنه.