معناه: إذا لم يجب ذلك عنه لم يكن الواجب الوجود [2] تمام الموجب لوجوده ذلك، إذ لو كان
تمام الموجب لوجوده لوجب وجوده؛ لأنّ الموجب إذ وجد بتمامه و كماله استحال عدم
الشيء.
معناه: أنّه حينئذ لا يكون واجب الوجود من جميع جهاته؛ و هذا الكلام
يحتاج إلى مزيد تقرير و سيأتي إن شاء اللّه.
قوله: «فإن وضع [ت الحالة الحادثة] لا في ذاته بل خارجة عن ذاته».
و اعلم أنّ تلخيص هذا الكلام هو أن يقال: إذا فرضنا وجود الحادث عنه
فإمّا أن تحدث حالة لم تكن؛ و إمّا إن لا تحدث.
فإن لم يحدث أمر من إرادة أو طبع أو عرض أو قدرة و تمكّن أو شرط أو
حال- أىّ حال- بسبب [5]
لا في ذات اللّه تعالى و لا خارجا عنه، بل الأحوال كلّها على ما كانت، فهذا محال؛
بل يجب أن يبقى العدم كما كان؛ لأنّ استمرار العدم إلى الآن إنّما كان لأنّه لم
يكن المرجّح للوجود على العدم، و الآن أيضا لم يحدث المرجّح، فيبقى على العدم
ضرورة. و إن تجدّد و حدث شيء مرجّح للوجود على العدم فالكلام