الكسوف ليس بموجود، ثمّ علمت في آن آخر أنّه موجود [ثمّ] لا يبقى
علمك ذلك عند وجوده، بل يحدث علم آخر و يكون
[1] قبل [2]
التغيّر الذي أشرنا إليه قبل، و لم يصحّ أن تكون في
[3] وقت الانجلاء على ما كنت قبل الانجلاء. هذا و أنت [4] زماني و آني. و [5] الأوّل الذي لا يدخل في زمان و
حكمه، فهو بعيد أن يحكم حكما في هذا الزمان، و ذلك الزمان من حيث هو فيه و من حيث
هو حكم منه جديد أو معرفة جديدة.
و اعلم أنّك إنّما كنت تتوصّل إلى إدراك الكسوفات الجزئية لإحاطتك
بأسبابها و إحاطتك بكلّ ما في السّماء، و إذا وقعت الإحاطة بجميع الأسباب [في
الأشياء] و وجودها انتقلت [6] منها إلى جميع المسبّبات، و نحن سنبيّن هذا من ذي قبل [7] بزيادة كشف
[8].
فتعلم كيف نعلم الغيب، و تعلم من هناك
[9] أنّ الأوّل من ذاته كيف يعلم كلّ شيء
[10]؛ لأنّه مبدأ شيء هو مبدأ شيء أو أشياء حالها و حركاتها [11] كذا، و ما ينتج عنها كذا، إلى
التفصيل الذي لا تفصيل بعده [12]، ثمّ على الترتيب الذي يلزم ذلك التفصيل لزوم التعدية