قال- أيّده اللّه-: هذا جواب عن سؤال سائل يقول: كون الشيء معقولا
هو أن تكون ماهية المجرّدة عند شيء آخر مغاير له.
فأجاب عنه بأنّه ليس شرط كون الشيء
[1] عاقلا أو معقولا ما ذكرتم، بل الشرط أن تكون ماهيته المجرّدة عند
شيء مطلقا، و هو أعمّ من كونها عند شيء آخر، فإنّ الكون عند الشيء أعمّ من
الكون عند آخر.
هذا حاصل هذا التطويل و لنرجع إلى شرح اللفظ.
قوله: «و ليس في شرط هذا الشيء أن [يكون] هو أو آخر، بل شيئا
مطلقا».
معناه: أنّه ليس شرط كون الشيء عاقلا أن تكون عنده ماهية مجرّدة هو
أو غيره، بل أعمّ منهما، و هو الشيء المطلق.
قوله: «فالأوّل لأنّ له ماهية مجرّدة لشيء هو [2] عاقل».
هذا قد سلف ذكره.
قوله: «و كلّ من تفكّر قليلا علم أنّ العاقل يقتضي شيئا معقولا».
و المقصود منه الاستدلال [3] على أنّه ليس من شرط كون الشيء عاقلا و معقولا أن يكون شيء آخر
مغايرا [4]، و ذلك أنّ كون الشيء عاقلا يقتضي أن
يكون شيئا معقولا، أمّا لا يقتضي أنّ ذلك المعقول هو