فقد بان أنّ المعقولات [1] لا يوجب أن يكون معقول شيء آخر.
و بهذا يبيّن أنّه ليس يقتضي العاقل أن يكون عاقل شيء آخر، بل كلّ
ما يوجد له الماهية المجرّدة فهو عاقل، و كلّ ما [هو]
[2] ماهيت [ه] مجرّدة [3] توجد لشيء [4] فهو معقول [5]؛ إذ كانت هذه الماهية لذاتها تعقل، و لذاتها أيضا تعقل كلّ [6] ماهية مجرّدة تتصل بها و لا
تفارقها، [فهى بذاتها عاقل و معقول].
فقد/DB 25 / فهمت أنّ نفس كونه معقولا و عاقلا لا [7] يوجب أن يكون اثنين [8] في الذات، و لا اثنين [9] في الاعتبار أيضا، فإنّه ليس تحصيل
الأمرين إلّا اعتبار [10]
أنّ له ماهية مجرّدة هي [11]
ذاته و أنّ ماهية مجرّدة [هي] [12] ذاته له.
و هاهنا تقديم و تأخير في ترتيب المعاني، و الغرض [13] المحصّل شيء واحد بلا قسمة. فقد
بان أنّ كونه عاقلا و معقولا لا يوجب فيه كثرة البتة.