و لذلك لم يمنع [1] أن نتصوّر [أنّ] شيئا يتحرّك بذاته
[2] إلى وقت أن قام [3] البرهان على امتناعه.
و لم يكن نفس تصوّر المحرّك و المتحرّك يوجب ذلك، إذ [4] كان المتحرّك يوجب أن يكون له شيء
متحرّك [5] عنه بلا شرط أنّه آخر أو هو، و
المحرّك يوجب أن يكون له شيء متحرّك عنه بلا شرط أنّه آخر أو هو. و كذلك المضافات
تعرف إنّيتها [6] لأمر
[7] لا لنفس النسبة، و الإضافة المفروضة في الذهن.
فإنّا نعلم يقينا أنّ لنا قوّة نعقل بها الأشياء، فإمّا أن تكون
القوّة الّتي نعقل هذا المعنى هو [8] هذه القوّة نفسها، فتكون هي بعينها تعقل ذاتها [فيثبت المطلوب] [9]، أو تعقل ذلك بقوّة [10] أخرى، فتكون لنا قوّتان قوّة نعقل [11] الأشياء بها
[12]، و قوّة نعقل بها هذه القوّة، ثمّ يتسلسل الكلام إلى غير النهاية،
فتكون فينا قوى نعقل [13]
الأشياء بلا نهاية بالفعل [و لكن هذا محال]
[14].