بحسب تصوّر بعد بعد بعد [18] تصوّر [19]،
و أين بعد أين يتبعه تغيّر حركة بعد حركة، و يكون كلّ ذلك على سبيل التجدّد، لا
على سبيل إثبات [20]، و يكون هناك شيء واحد ثابت دائما
و هو الإرادة الثابتة [21]
الكلّية، كما كانت الطبيعة هناك و أشياء تتجدّد، و هي
[22] تصوّرات جزئية و إرادات مختلفة، كما كانت
[23] هناك اختلافات [24] مقادير القرب و البعد، و يكون جميعها على سبيل الحدوث.
و لو لا حدوث أحوال على علّة باقية بعضها علّة لبعض على الاتصال،
لما أمكن أن تكون حركة، فإنّه لا يجوز أن يلزم عن علّة ثابتة أمر غير ثابت.
و أنت تعلم من هذا أنّ العقل المجرّد لا يكون مبدءا قريبا لحركة،
بل يحتاج إلى قوّة أخرى من شأنها أن تتجدّد [25] فيها الإرادة، و تتخيّل [26] الإنيات [27] الجزئية؛ و هذا يسمّى النفس، و أنّ العقل المجرّد إن [28] كان مبدءا لحركة فيجب أن يكون مبدءا
آمرا أو ممثلا أو متشوقا، أو شيئا ممّا أشبه هذا.