و أمّا مباشرا للتحريك فكلّا، بل يجب أن يباشر التحريك [1] بالإرادة ما من شأنه أن يتغيّر بوجه
ما، و تحدث فيه إرادة بعد إرادة على الاتصال.
و قد أشار المعلم الأوّل في كلامه في النفس إلى أصل ينتفع به في
هذا المعنى إذ قال: «إنّ لذلك- أي للعقل [2] النظري- الحكم الكلي، و أمّا لهذا؛ فالأفعال الجزئية و التعلّقات [3] الجزئية- أي العقل العلمي- و ليس
هذا في إرادتنا فقط، بل و في الإرادة الّتي تحدث عنها حركة السماء» هذا.
و أمّا الحركة القسرية فإن كان المحرّك يلازمها فعلتها حركة المحرّك [4] و فعله، و علّة علّتها آخر الأمر
طبيعة أو إرادة، فإنّ كلّ قسر ينتهي إلى طبيعة أو إرادة
[5] و إن كان المحرّك لا يلازمها، بل كان التحريك على سبيل جذب [6] أو دفع أو فعل آخر ممّا يشبه هذا.
فالرأي الحقيقي الصواب في ذلك هو أنّ المحرّك يحدث في المتحرّك
قوّة محرّكة إلى جهة تحريك [ه] غالبة قوته الطبيعية، فإنّ
[7] المتحرّك [8] بحسب تلك القوّة المحرّكة الداخلة [يبلغ]
[9] مكانا ينتحيه، لو لا معاوقة القوّة الطبيعية و استمدادها [10] من مصاكة الهواء أو الماء أو [11] غير ذلك