فإن قيل: كلّ ما وجد، فالموجود له واجب، و الممكن الحقيقي إنّما يكون
حال العدم.
فنقول: إن كان الوجود يجعله واجب الوجود بذاته فالعدم أيضا يجعله
واجب العدم لذاته، و يلزم نفي الإمكان الخاصّ، و ذلك محال.
قال الشّيخ:
[إنّ الباقي بعد بقائه يحتاج إلى المؤثّر]
و كيف و قد بينّا أنّه لا تأثير للعلّة في العدم السابق، فإنّ علته
عدم العلّة، و لا في كون هذا الوجود بعد العدم؛ فإنّ هذا مستحيل [1] أن لا يكون
[2] هكذا؛ فإنّ الحادثات لا يمكن أن يكون لها وجود [بالطبع] إلّا بعد
عدم، فالمتعلّق بالعلّة هو الوجود الممكن في ذاته
[3] لا بشيء [4] من كونه بعد عدم أو غير ذلك. فيجب أن يدوم هذا التعلّق، فيجب أن
تكون العلل الّتي لوجود الممكن في ذاته من حيث هو وجوده الموصوف مع المعلول.
فإذا [5]
قد اتضح [ت] [6] هذه المقدمات فلا بدّ من واجب
الوجود؛