الباقي [1]
إلى المؤثّر حالة بقائه متمسّكون بمثال و [2] ذلك هو/DA 32 / أنّ البناء يبقى بدون البنّاء، فلو كان
الباقي [3] محتاجا إلى علّة حال [4] بقائه لما كان الأمر كذلك.
و جوابه: أنّ البنّاء ليس [5] علّة لبقاء [6] البناء، و إنّما هو علّة لحدوثه، و أمّا بقاؤه فالعلّة فيه يبوسة
المادّة الّتي اتّخذ منها البناء، و هي باقية حتّى لو فنيت
[7] تلك اليبوسة بالكلّية لما بقى البناء.
قوله: «و لا يجوز أن يكون الحادث ثابت الوجود بعد حدوثه بذاته».
و معناه: أنّ الباقي بعد حدوثه ممكن الوجود لذاته.
فإن قيل: لم لا يجوز أن يصير بعد الوجود واجب الوجود- فإنّ الموجود
حال كونه موجودا وجب وجوده- إذ لا يمكن فرض عدمه مع وجوده.
فنقول: إنّه ممكن لذاته باعتبار ذاته و إن كان باعتبار عدمه ممتنع
الوجود و باشتراط وجوده واجب الوجود، لا يلزم من كونه واجب الوجود ما دام موجودا
أن يكون واجب الوجود لذاته، فالممكن ما دام ذاته تلك الذات لم تكن واجبة الوجود
بالذات، و إنّما يجب وجوده بالغير