و لا بدّ و أن يكون مفارقا له في التعين و التشخّص [1]- وجب أن يكون ذلك التعين مستدعيا علّة
غير تلك الماهية و لوازمها، فيكون واجب الوجود معلولا، فلا يكون واجب الوجود
معلولا، فلا يكون واجب الوجود [2] لذاته؛ هذا خلف.
و أمّا ثانيا: فلأنّ الماهية الواحدة لا يتكثّر إلّا بسبب تكثّر
الحامل، و بالجملة فلا بدّ فيه من التباين [3] في الوقت و الزمان أو الحيّز و المكان، و كلّ ذلك في حقّ واجب
الوجود لذاته محال.
قوله: «فإن [4] كان داخلا في الماهية الواحدة فتلك الماهية إمّا أن يكون بعينها
لكليهما، فيكون نوع وجوب الوجود مشتركا فيه، و قد أبطلنا هذا، أو يكون [ل] كلّ
ماهية أخرى».
معناه: إن كان وجوب [5] الوجود داخلا في الماهية فتلك الماهية إمّا أن تكون بتمامها حاصلا
لكلا الواجبين، أو تكون لكلّ واحد منهما ماهية أخرى، فإن كان الأوّل كان الواجب
الوجود لذاته نوعا مشتركا و قد أبطلناه.
قوله: «فإن لم يشتركا [6] في شيء [لم يجب أن يكون كلّ واحد منهما] قائما لا في موضوع [و]
هو معنى الجوهرية» [7].