معناه: اذا كان لكلّ واحد منهما ماهية أخرى [1]: فإمّا أن لا يشتركان
في شيء، [2]: أو يشتركان.
فإن لم يشتركا في شيء أصلا لم يكن كلّ واحد منهما حينئذ قائما لا في
موضوع، بل يكون أحدهما قائما في موضوع و إلّا لاشتركا في شيء [1]، و كونه قائما لا في موضوع هو معنى [2] الجوهرية المقول عليهما بالسوية،
فلذلك هو جنس لهما. و إذا كان أحدهما قائما في موضوع لم يكن واجب الوجود لذاته،
فيكون واجب الوجود لذاته حينئذ واحدا.
قوله: «و إن اشتركا في شيء، ثمّ كان لكلّ واحد منهما بعده معنى
على حدة تتمّ [3] به ماهيته».
معناه: أنّهما إذا اشتركا في شيء
[4] [1]: فإمّا أن يتميّز كلّ واحد منهما عن الآخر بمعنى وجودي، [2]: و
إمّا أن يتميّز أحدهما بأمر زائد و الآخر بعدم ذلك الأمر.
الأوّل يلزم [5] منه كون واجب الوجود لذاته مركّبا، و هو محال.
و الثاني أيضا محال؛ لأنّ الذي يتميّز بأمر زائد يكون مركّبا فلا
يكون واجبا لذاته، و الذي يميّز بعدم ذلك الأمر يكون من شأنه أن ثبت [6] له ذلك الأمر
[7] فإنّما [8]
مع شرط يلحق به، و العدم لا معنى له و إلّا