و كما أنّ اللونية في أنّها لونية ليس أحد الأمرين بعينه و بغير
عينه شرطا لها [20] في ماهية لونية [21]- بل في إنّية لونيتها و حصولها
بالفعل- كذلك يجب أن لا يكون أحد الأمرين شرطا في وجوب الوجود من جهة ماهية كونه
وجوب الوجود، بل من جهة إنّيته، فتكون انّية وجوب الوجود غير ماهيته؛ و هذا خلف؛
فإنّه يلزم أن يكون واجب الوجود يطرأ [22] عليه وجود ليس في نفسه [23]، كما على الإنسانية و الفرسية و كما في اللونية.
بل كما أنّه يجوز أن يقال في اللونية أنّ أحدهما لا بعينه شرط في
اللونية لا لنفس اللونية- بل لاختلاف وجودات
[24] اللونية- كذلك إن كان لوجوب الوجود أحد الفصلين لا بعينه شرط [25] فيجب أن يكون لا [26] لأنّه وجوب الوجود، فيكون وجوب
الوجود متقرّرا دونه [27]،
غير محتاج إليه، و لكنّه شرط [28] في تخصيص وجوده.
و إن [29]
كان تخصيص وجوده إن رفع يبطله [30] فهو غير واجب الوجود؛ و إن لم يكن يبطله
[31]، فيبقى حينئذ واجب الوجود واحدا أو