و واحد من جهة أنّ [ل] كلّ شيء وحدة تخصّه و بها كمال حقيقته [2] الذاتية.
و أيضا هو واحد من جهة أخرى و تلك الجهة هي
[3] أنّ مرتبته [4] من الوجود و هو وجوب الوجود ليس إلّا له.
التفسير:
قال- أيّده اللّه-: هذه الحجّة قريبة
[5] من الحجة الّتي مرّت، و إيضاحها هو: أنّ واجب الوجود لذاته لو كان
له مثل لكان مخالفا له في التعيّن؛ لأنّه لو لم يكن مخالفا له في التعيّن لما كان
مثلا له، بل يكون هو هو بعينه، و ذلك التعيّن لا يكون له لكونه واجب الوجود، و
إلّا لكان كلّ واجب ذلك التعيّن [6]، فلا يكون له مثل، و حينئذ يكون الواجب الوجود لذاته متعلّقا
بالغير، و ذلك [7] محال.
قوله: «فبيّن من هذا أنّ واجب الوجود لا ندّ له و لا مثل».
هذا نتيجة هذه البراهين. و الندّ و المثل بمعنى [واحد].