فكلّ [1]
اثنين لا يختلفان بالمعنى و إنّما [2] تختلفان لشيء [3] غير المعنى؛ و كلّ [4] معنى موجود بعينه لكثيرين مختلفين فهو متعلّق الذات بشيء ممّا
ذكرناه من العلل و لواحق العلل، و ليس [5] واجب الوجود.
التفسير:
[البرهان الثاني]:
قال- أيّده اللّه-: هذا برهان آخر على توحيد الواجب [6] الوجود لذاته و تلخيصه: أنّ الواجب
الوجود لذاته لو كان نوعا تحته أشخاص [7]، لكان تعيّن تلك الأشخاص بسبب خارج عنه، و التالي محال، فالمقدّم
مثله.
بيان الشرطية هو: أنّه حينئذ لا يكون سبب ذلك التعيّن ماهية ذلك
النوع، و إلّا لكان لا يوجد من ذلك النوع إلّا واحد، فحينئذ لا يكون الواجب لذاته
مقولا على كثيرين، و قد فرض ليس ذلك. و إذا لم تكن علّة التعيّن ماهية ذلك النوع
كانت العلّة شيئا آخر، فكان الواجب الوجود محتاجا إلى سبب خارج، و هذا قد بان
بطلانه.