نوعه، [2]: و إمّا أن لا يكون مقتضى ذات نوعه
[1]، بل يكون لعلّة.
و القسم الثاني محال [2]، و إلّا لكان الواجب لذاته معلولا لغيره، فلا يكون واجب الوجود
لذاته، فإذا وجود نوعه له بعينه يقتضي ذات نوعه، و حينئذ لا يوجد إلّا له. و لنرجع
إلى شرح ألفاظ الكتاب.
قوله: «و لا يجوز أن يكون نوع واجب الوجود لغير ذاته».
معناه: أنّ نوع واجب الوجود لا يكون إلّا واحدا.
قوله: «لأنّ وجود نوعه له بعينه إمّا أن تقتضيه ذات نوعه أو لا
تقتضيه ذات نوعه، بل تقتضيه علّة». [3] معناه: أنّ كونه واجب الوجود إن كان مقتضيا لتلك الهوية لم يكن واجب
الوجود إلّا هو، و إن لم يكن مقتضيا لها لم يضرّ ذلك المعنى
[4] إلّا لعلّة منفصلة، فواجب الوجود لذاته لا يكون واجب الوجود لذاته،
بل لغيره؛ و هذا محال. [5]
قال الشّيخ:
و كيف يمكن أن تكون الماهية المجرّدة عن المادّة لذاتين، و الشيئان
إنّما يكونان اثنين إمّا بسبب المعنى، و إمّا بسبب الحامل للمعنى، و إمّا بسب
الوضع [و] المكان، أو بسبب الوقت و الزمان. و بالجملة لعلّة