فهو إمّا متأخّر و إمّا معا. فكيف
[1] كان فليس بواجب الوجود.
فقد اتضح من هذا أنّ واجب الوجود ليس بجسم، و لا مادّة جسم، و لا
صورة جسم، و لا مادّة معقولة لصورة معقولة، و لا صورة معقولة في مادّة معقولة، و
لا له قسمة لا في الكمّ و لا في الكيف [2] و لا في المبادئ و لا في القول؛ فهو واحد من هذه الجهات [الثلاث] [3].
التفسير:
قال- أيّده اللّه-: المقصود من هذا الكلام نفي الكثرة عن ذات واجب
الوجود لذاته. نقول: واجب الوجود لذاته لا يجوز أن تكون له أجزاء تقوّم ذاته، لا
أجزاء حسية كما يكون للجسم من الأجزاء المقدارية المحسوسة، و لا عقلية [4] كما له من الجزء الهيولاني و الصوري،
و لا أجزاء [5] حدّية، بل هو الواحد الحقيقي الحقّ
الذي لا كثرة فيه، لا بالفعل و لا بالقوّة.
و البرهان على هذا الدعوى هو: أنّ كلّ ذات يكون مركّبا من أجزاء
فإنّه يحتاج إلى كلّ [6]
جزء من أجزائه، و كلّ واحد من أجزائه غيره، و هذا لا شكّ فيه، و كلّ مركّب فهو
محتاج إلى الغير، و كلّ ما كان