بنفس العليّة و المعلولية لأنّها وصفان إضافيان، فيكونان معا في
الوجود. و بما ذكرنا تعرف استحالة القسم الآخر.
فالجواب عنه: أنّ تقدّم العلّة على المعلول يثبت باعتبار أنّ العلّة
لها وجود غير مستفاد من وجود المعلول، أمّا المعلول فوجوده مستفاد من وجود العلّة،
فيكون وجودها متقدّما.
قوله: «و إذا تؤمّل حال المتقدّم في جميع هذه الأنحاء».
معناه: ما ذكرنا أنّ هذه الأقسام مشتركة في أمر واحد، و قد ذكرناه.
قوله: «و اعلم أنّه فرق بين أن يقال إذا [رفعت هذا] ارتفع ذلك».
اعلم أنّ هذا الكلام جواب عن سؤال و هو أن يقال: لمّا كان كل واحد من
العلّة و المعلول موجبا لارتفاع الآخر لم يكن لأحدهما تقدّم على الآخر.
و الجواب: أنّ ارتفاع العلّة يوجب ارتفاع المعلول، أمّا ارتفاع
المعلول فلا يوجب ارتفاع العلّة/DA 41 /، فإنّ العلّة ما لم ترتفع أوّلا بسبب لم
يلزم منه ارتفاع المعلول، فارتفاع [1] العلّة متقدّم على ارتفاع المعلول.