و اعلم أنّه فرق بين أن يقال: «إذا رفعت
[1] هذا ارتفع ذلك» و بين أن يقال «إنّ هذا لا يوجد حين لا يوجد ذاك» [2]؛ فإنّ معنى الأوّل أنّه اذا [وجب]
عدم هذا وجب أن يعدم ذلك، فعدم هذا علّة لعدم ذلك.
[3] و معنى الآخر أنّه أيّ وقت يصدق فيه أنّ هذا ليس فإنّه قد [4] يصدق فيه أنّ ذلك [5] ليس.
و يصحّ أن يقال: إنّه اذا لم توجد العلّة لم يوجد المعلول، و إنّه
إذا لم يوجد المعلول لم توجد العلّة. و لا يصحّ أن يقال: إذا رفع المعلول ارتفعت
العلّة، كما يصحّ أن يقال إذا ارتفعت العلّة ارتفع المعلول، بل اذا رفعت العلّة
ارتفع المعلول و إذا ارتفع [6] المعلول قد كانت العلّة أوّلا ارتفعت
[7] لعلّة أخرى، حتّى يصحّ رفع المعلول؛ لأنّ نفس رفع المعلول هو رافع
العلّة، كما أن نفس رفع العلّة هو رافع المعلول.
التفسير:
قال- أيّده اللّه-: المقصود من هذا الفصل بيان أقسام المتقدّم [8]. و تلخيص هذا الكلام: المتقدّم يقال
على وجوه: [9] أحدها: المتقدّم في الزمان، و هو
ظاهر.
و ثانيها: المتقدّم بالرتبة، و هو كلّ ما كان أقرب من مبدأ معين،
ثمّ