و كونه عاما أو خاصا أو واحدا أو كثيرا أمور زائدة على كونه إنسانا؛
و معنى ذلك أنّ شيئا منها غير [1] داخل في مفهوم الإنسانية، بل من حيث هي إنسانية ليست إلّا
الإنسانية؛ فالواحدية صفة مضمونة إلى الإنسانية، فتكون الإنسانية معها واحدة، و هي
أيضا من حيث تطابق أمورا كثيرة بحدّها تكون عامّة، و الإنسانية [2] في نفسها ليست
[3] إلّا الإنسانية.
و يدلّ عليه أنّ الإنسان من حيث هو إنسان لو كان واحدا لامتنع أن
يكون كثيرا، و كذلك لو كان كثيرا لامتنع أن يكون واحدا.
و كما أنّ الإنسانية ليست هي الوحدة أو الكثرة، فهما غير داخلين في
ماهيتهما و إلّا عاد المحال.
و لا يلزم من عدم خلوّ الإنسانية عن أحدهما كون أحدهما نفس مفهوم
الإنسانية أو داخلا/DA 31 / في مفهومها، و لا يلزم من قولنا:
«إنّ الإنسانية ليست بما هي إنسانية واحدة» أنّ الإنسانية بما هي
إنسانية كثيرة، و ليس نقيض قولنا: «إنّ الإنسانية بما هي إنسانية واحدة» أنّ
الإنسانية كثيرة، [4] بل نقيضه: إنّ الإنسانية ليست بما هي
إنسانية واحدة.
و إذا عرفت هذا فنقول: الإنسانية بلا شرط كلّي، و الإنسانية بشرط
كونها مقولة على كثيرين أيضا كلّي.