و الكلّي بالاعتبار الأوّل موجود في الخارج؛ لأنّ هذا الإنسانية [1] إذا كان موجودا في الخارج كان
الإنسان. [2] و أمّا بالاعتبار الثاني فهو غير
موجود في الخارج، بل في العقل؛ و الدليل عليه هو أنّ الإنسان المشترك فيه بين
أشخاص الناس لو كان إنسانا واحدا بالعدد موجودا في الأعيان لكانت الإنسانية
الواحدة بعينها مقارنة للأضداد. حتّى يكون الشخص الواحد عالما [و] جاهلا معا، و
ذلك محال. فإذا هى موجودة في الذهن. [3] فإن قيل: الشيء المشترك في الأذهان كيف يكون كلّيا.
فنقول: معنى كون الإنسانية كلّية موجودة في الذهن: أنّه معنى واحد له
إضافات كثيرة إلى أمور كثيرة [4] من خارج ليس هو أولى بأن يطابق بعضا دون بعض، و معنى هذه المطابقة
أنّ هذه الصّورة لو كانت هي بعينها في مادّة لكان ذلك الجزئي. و أيضا فلأنّ أي
شيء [5] واحد من الأشخاص الموجود في الخارج لو
سبق إلى العقل و قبل [6]
الذهن منه معنى الإنسانية [7]، لكان الحاصل هو هذا الأثر الحاصل في الذهن.
و بالجملة هذه الصّورة الّتي في العقل كنقش واحد تنطبق عليه صورة و
صورة.