و لأنّ [1]
الميل إلى المركز هو على المحاذاة فمحال أن تنجر
[2] النقطة على السطح؛ لأنّ تلك الحركة إمّا أن تكون بالقسر أو
بالطبع؛ و ليست بالطبع و ليست بالقسر.
لأنّ [ذلك] القسر لا يتصوّر إلّا عن الأجزاء الّتي هي أثقل، و تلك
ليست تدفعها إلى تلك الجهة، بل إن دفعتها على حفظ الاتصال دفعتها [3] إلى خلاف حركتها، فتقلبها [4] ليمكن أن تترك [5] العالية منها،
[6] اذ هي أثقل، [ف] تطلب حركة أسرع و المتوسّط أبطأ، و هناك اتصال
يمنع مثلا أن ينعطف، فيضطرّ العالي إلى أن يشيل السافل حتّى ينحدر؛ فيكون حينئذ
الجسم منقسما إلى جزءين، جزء يميل إلى فوق قسرا، و جزء يميل إلى أسفل طبعا، و
بينهما جزء [7] هو مركز للحركتين، و قد خرج منه خط
مستقيم [8]، فيفعل الدائرة.
فبيّن أنّه إن لزم عن انحدار الجسم زوال فهو إلى فوق، و إن لم يلزم
عنه فوجود الدائرة أصحّ.
التفسير:
قال- أيّده اللّه-: لمّا فرغ عن إقامة الحجّة على وجود الدائرة على
مذهب القائلين بالجز شرع في إقامة الحجّة على وجودها على