فبقى أنّ تلك الخاصيّة بنفسها موجبة، و الخاصيّة الموجبة تسمّى
قوّة.
فصل [15] [في الاستطراد لإثبات الدائرة و الردّ على المتكلّمين]
و هذه القوّة عنها تصدر الأفاعيل الجسمانية، كلّها من التحيّزات
إلى [1] أماكنها الطبيعية و التشكّلات
الطبيعية.
التفسير:
قال- أيّده اللّه-: أقول الغرض من هذا الفصل إقامة الحجّة على إثبات
الطبيعة. و علم أنّه ذكر في أوّل الطبيعيات أنّ الطبيعة عبارة عن قوّة توجب حركة
ما هى [2] فيه و سكونه، و هذا المعنى كان في ذلك
الموضع جاريا مجرى شرح الاسم، أمّا هاهنا فقد أقام الدلالة على أنّ كلّ أثر يصدر
عن جسم لا على سبيل القسر و لا على [3] سبيل العرض فإنّه لا بدّ و أن يكون لقوّة موجودة فيه، فحينئذ يلزم
أن تكون الأجسام ساكنة في أحيازها الطبيعية، و متحرّكة في أحيازها الغريبة لقوى
موجودة فيها، [4] صار
[5] ذلك الذي ذكر في أوّل الطبيعيات على سبيل الوضع و المصادرة مثبتا [6] هاهنا بالحجّة.