و كلّ جسم فإنّه إذا صدر عنه فعل ليس بالعرض و لا بالقسر فإنّه
يفعل بقوّة ما فيه. أمّا الذي بالإرادة و الاختيار فذلك ظاهر. و أمّا الذي ليس
بالإرادة و الاختيار فلأنّ ذلك/DA 01 / الفعل [1]: إمّا أن يصدر عن ذاته، [2]: أو
يصدر عن شيء مباين له جسماني، [3]:
أو عن شيء مباين له غير جسماني.
فإن صدر عن ذاته و ذاته تشارك الأجسام الأخرى في الجسمية و تخالفها
في صدور هذا [1] الفعل عنها، فاذا في ذاته معنى زائد
على الجسمية هو مبدأ صدور هذا الفعل عنها، و هذا هو الذي يسمّى قوّة.
فإن [2]
كان ذلك عن جسم آخر فيكون هذا الفعل عن هذا الجسم بقسر أو عرض، و قد فرض لا بعرض و
لا قسر. [3] و إن كان عن شيء مفارق فلا يخلو
[1]: إمّا أن يكون اختصاص هذا الجسم بقبول هذا التأثير عن ذلك المفارق هو لما هو
جسم، [2]:
أو لقوّة فيه، [3]: أو لقوّة في ذلك المفارق.
فإن كان لما هو جسم فكلّ [4] جسم يشاركه فيه لكن ليس يشاركه