الثانية يوصف بها [1] بأكمل نحو من الوجود الحاصل و إن كان انفعالا أو حالا، لا فعلا و
لا انفعالا.
التفسير:
قال- أيّده اللّه-: قد ذكرنا أنّ الشيء يقال إمّا بالقوّة و إمّا
بالفعل.
فالقوّة على الفعل ليست هي القوّة الّتي يقابلها الفعل [2] و ذلك من وجوه:
أحدها: أنّ الفعل يبقى موجودا [3] عند ما يفعل، و القوّة القابلة للفعل إنّما تكون موجودة مع عدم
الفعل.
و ثانيها: أنّ القوّة على الفعل لا يوصف بها إلّا المبدأ القابلة [4] للمحرّك، و القوّة القابلة [5] للفعل يوصف بها في أكثر الأمر
المنفعل.
و ثالثها: الفعل الذي بإزاء القوّة على الفعل نسبة استحالة أو كون أو
حركة إلى مبدأ لا ينفعل [6]
بها، و الفعل بإزاء القوّة المقابلة للفعل يوصف به كلّ نحو من الموجود [7] و إن كان انفعالا أو حالا، لا فعلا و
لا انفعالا.