نام کتاب : المبدا و المعاد نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 9
ذاته او غير ذاته. و لا يجوز أن يعقل غير ذاته، لأنّ ما هو غير ذاته
إمّا أجزاء ذاته، و هى المادّة و الصورة المذكورتان، او شىء خارج عن ذاته.
فان كان شيئا خارجا عن ذاته فهو يعقله بأن يقبل صورته المعقولة،
فيحلّ منها محلّ المادّة؛ و لا تكون تلك الصورة هى الصورة التي نحن فى بيان أمرها،
بل صورة أخرى بها يصير عقلا بالفعل.
و أيضا إنّا نضع هاهنا الصورة التي بها يصير العقل بالفعل بهذه
الصورة؛ ثمّ مع ذلك فانّ الكلام فى المجموع مع تلك الصورة الغريبة ثابت.
و لا يجوز أن يكون أجزاء ذاته أيضا. لانّه إمّا أن يعقل الجزء الذي
هو كالمادّة، او الجزء الذي هو كالصورة، او كلاهما؛ و كلّ واحد من هذه الاقسام
إمّا أن يعقله بالجزء الذي هو كالمادّة، او بالجزء الذي هو كالصورة او كلاهما.
و أنت إذا تعقبّت هذه الأقسام بان لك الخطأ فى جميعها، فانّه إن كان
يعقل الجزء الذي هو كالمادّة بالجزء الذي كالمادّة. فالجزء الذي كالمادّة عاقل
لذاته و معقول لذاته؛ و لا منفعة للجزء الذي كالصورة فى هذا الباب هاهنا.
و إن كان يعقل الجزء الذي كالمادّة بالجزء الذي كالصورة، فالجزء الذي
كالصورة هو المبدأ الذي بالقوّة، و الجزء الذي كالمادّة هو المبدأ الذي بالفعل و
هذا عكس الواجب.
و إن كان يعقل الجزء الذي كالمادّة بالجزءين جميعا، فصورة الجزء الذي
كالمادّة حالّة فى الجزء الذي كالمادّة و فى الجزء الذي كالصورة فهى أكبر من
ذاتها، هذا خلف.
و اعتبر مثل هذا فى جانب الجزء الذي كالصورة. و كذلك إن وضع أنّه
يعقل كلّ جزء بكلّ جزء. فقد بطل إذا الأقسام الثلاثة و صحّ أنّ الصورة العقليّة
ليست نسبتها الى العقل بالقوّة نسبة الصورة الطبيعية إلى الهيولى الطبيعيّة، بل هى
إذا حلّت العقل بالقوّة اتّحد ذاتاهما شيئا واحدا، فلم يكن قابل و مقبول
نام کتاب : المبدا و المعاد نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 9