نام کتاب : المبدا و المعاد نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 8
تعقلها بأن تحدث لذات العقل بالقوّة منها صورة اخرى، و إمّا أن
تعقلها بأن تحصل هذه الصورة لذاتها فقط.
فان كان إنّما تعقلها بان تحدث له منها صورة اخرى ذهب الأمر إلى غير
النهاية. و إن كان تعقلها بأنّها موجودة له: فامّا على الاطلاق، فيكون كلّ شىء
حصلت له تلك الصورة عقلا، و تلك الصورة حاصلة للمادّة و حاصلة لتلك العوارض التي
تقترن بها فى المادّة، فيجب أن تكون المادّة و العوارض عقلا بمقارنة تلك الصورة،
فانّ الصورة المعقولة موجودة فى الأعيان الطبيعيّة، و لكن مخالطة لغيرها لا
مجرّدة. و المخالط لا يعدم المخالط حقيقة ذاته.
و إمّا لا على الاطلاق، و لكن لأنّها موجودة لشىء من شأنه أن يعقل،
فحينئذ إمّا أن يكون معنى «أن يعقل» نفس وجودها، فيكون كأنّه قال: لأنّها موجودة
لشىء من شأنه أن توجد له، و إمّا أن يكون معنى «أن يعقل» ليس نفس وجود هذه الصورة
له، و قد وضع نفس وجود هذه الصورة له. هذا خلف.
فاذا ليس أن يعقل بهذه الصورة نفس وجودها للعقل بالقوّة، و لا وجود
صورة مأخوذة عنها؛ فاذا ليس العقل بالقوّة هو العقل بالفعل البتة، إلّا أن لا يوضع
الحال بينهما حال المادّة و الصورة المذكورتين.
و لا يجوز أن يكون العقل بالفعل هاهنا هذه الصورة نفسها، فيكون العقل
بالقوّة لم يخرج إلى الفعل، لأنّه ليس هذه الصورة نفسها بل قابل لها، و وضع لها
العقل بالفعل هذه الصورة نفسها، فيكون العقل بالقوّة ليس عقلا بالفعل، بل موضوعا
للعقل بالفعل و قابلا؛ فليس عقلا بالقوّة، لأنّ العقل بالقوّة هو الذي من شأنه أن
يكون عقلا بالفعل، فليس هاهنا شىء هو عقل بالقوّة.
أمّا الذي يجرى مجرى المادّة فقد بيّنا، و أمّا الذي يجرى مجرى
الصورة فان كان عقلا بالفعل فهو عقل بالفعل دائما، لا يمكن أن يوجد و هو عقل
بالقوّة.
و لا يجوز أن يكون هذا العقل بالفعل مجموعهما، لأنّه لا يخلو: إمّا
أن يعقل
نام کتاب : المبدا و المعاد نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 8