responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدا و المعاد نویسنده : ابن سينا    جلد : 1  صفحه : 7

بتجريد العقل فليست كانت معقولة بذاتها بالفعل، بل بالقوّة، كهذه الاجسام الطبيعيّة و الصناعيّة؛ و إن كان هذا المعنى لها بذاتها، فذاتها معقولة بالذات، و وجودها فى العقل بالقوّة هو العقل بالفعل، فانّ العقل بالفعل هو صورة كلّيّة مجرّدة عن المادّة و العوارض التي تعرض لها بسبب المادّة، زيادة على مالها بالذات؛ فانّ الصور التي فى الخيال و الذكر منتزعة عن موادّها؛ و لكن مع العوارض التي لها من المادّة، فانّ صورة زيد فى الخيال هو على قدره من الطول و العرض، و اللون، فى وضع ما و أين، و هذه عوارض عرضت لانسانيّته، ليس شى‌ء منها يقتضيه ماهيّته الذاتيّة، و الّا لاشترك الكلّ فيها؛ بل إنّما عرضت له بسبب المادّة التي قبلت الانسانيّة مع هذه اللوازم.

و أمّا القوّة العقليّة فانّها تنقص عن ماهيّات الأشياء هذه اللوازم كلّها و تجرّدها محضة، بحيث إذا كانت الماهيّة كثرة تحتها صلحت لأن تشترك فيها، فلا يكون للانسان المعقول مقدار فى طول و عرض و لون، و لا وضع و لا أين؛ و لو كان له شى‌ء من هذا لم يحمل على ما ليس له ذلك الطول، و العرض، و اللون، و الأين، و الوضع.

و كلّ صورة مجرّدة عن المادّة و العوارض إذا اتّحدت بالعقل بالقوّة صيّرته عقلا بالفعل، لا بأنّ العقل بالقوّة يكون منفصلا عنها انفصال مادّة الأجسام عن صورتها، فانّه إن كان منفصلا بالذات عنها و يعقلها كان ينال منها صورة اخرى معقولة. و السؤال فى تلك الصورة كالسؤال فيها، و ذهب الأمر إلى غير نهاية.

بل افصّل هذا و أقول: إنّ العقل بالفعل إمّا أن يكون حينئذ هذه الصورة، او العقل بالقوة التي حصل له هذه الصورة، او مجموعهما.

و لا يجوز أن يكون العقل بالقوّة هو العقل بالفعل لحصولها له، لأنّه لا يخلو ذات العقل بالقوّة إمّا إن تعقل تلك الصورة او لا تعقلها. فان كان لا تعقل تلك الصورة فلم تخرج بعد إلى الفعل، و إن كان تعقل تلك الصورة فامّا أن‌

نام کتاب : المبدا و المعاد نویسنده : ابن سينا    جلد : 1  صفحه : 7
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست