نام کتاب : الشفاء - الإلهيات نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 448
و الغرامات [1] كلها لا تسن [2] على صاحب جناية ما [3]، بل يجب أن يسن بعضها على أوليائه و ذويه الذين [4] لا يزجرونه و لا يحرسونه، و يكون ما
يسن من ذلك عليهم مخففا [5]
فيه بالمهلة [6] للمطالبة، و يكون ذلك في جنايات تقع
خطأ فلا [7] يجوز إهمال أمرها مع وقوعها خطأ.
و كما أنه يجب أن تحرم البطالة كذلك يجب أن تحرم الصناعات التي يقع
فيها انتقالات الأملاك أو المنافع [8] من غير مصالح تكون بإزائها، و ذلك مثل القمار فإن المقامر يأخذ من
غير أن يعطي منفعة البتة، بل يجب أن يكون الآخذ آخذا من صناعة يعطي بها فائدة تكون
عوضا، إما عوضا [9] هو جوهر، أو عوضا [10] هو منفعة، أو عوضا هو ذكر [11] جميل، أو غير ذلك مما هي [12] معدودة
[13] في الخيرات البشرية، و كذلك يجب أن تحرم الصناعات التي تدعو إلى
أضداد المصالح أو المنافع [14]، مثل تعلم السرقة و اللصوصية و القيادة و غير ذلك [15].
و تحرم أيضا الحرف التي تغني [16] الناس عن تعلم الصناعات الداخلة في الشركة، مثل المراباة، فإنها طلب
زيادة كسب من غير حرفة تحصله، و إن كانت [17] بإزاء منفعة.
و تحرم أيضا الأفعال التي إن وقع فيها ترخيص أدى إلى ضد ما [18] عليه بناء أمر المدينة، مثل الزنا و
اللواط [19]، الذي يدعو
[20] إلى الاستغناء عن أفضل أركان المدينة و هو التزوج [21].
ثم أول ما يجب أن يشرع فيه هو أمر التزوج المؤدي إلى التناسل و أن
يدعو إليه و يحرض عليه، فإن به بقاء [22] الأنواع التي بقاؤها دليل وجود الله تعالى
[23]، و أن يدبر في أن يقع ذلك وقوعا ظاهرا لئلا يقع ريبة في النسب فيقع [24] بسبب ذلك خلل في انتقال المواريث [25] التي