نام کتاب : الشفاء - الإلهيات نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 447
[الفصل الرابع] (د) فصل[1] في عقد المدينة و عقد البيت، و هو النكاح و السنن الكلية في ذلك
فيجب أن يكون القصد الأول للسان في وضع السنن و ترتيب [2] المدينة على أجزاء ثلاثة:
المدبرون، و الصناع، و الحفظة، و أن يرتب في كل جنس منهم رئيسا
يترتب [3] تحته رؤساء يلونه [4]، يترتب
[5] عنهم رؤساء يلونهم، إلى أن ينتهي
[6] إلى إفناء الناس. فلا يكون في المدينة إنسان معطل ليس له مقام
محدود، بل يكون لكل واحد منهم منفعة في المدينة، و أن تحرم البطالة و التعطل، و أن
لا يجعل لأحد سبيلا إلى أن يكون له من غيره الحظ الذي لا بد منه للإنسان [7]، و تكون
[8] جنبته معافاة ليس يلزمها كلفة، فإن
[9] هؤلاء يجب أن يردعهم كل الردع، فإن لم يرتدعوا
[10] نفاهم [11]
من الأرض، فإن [12] كان السبب في ذلك مرضا أو آفة أفرد
لهم موضعا يكون فيه [13]
أمثالهم، و يكون عليهم قيم، و يجب أن يكون في المدينة وجه مال مشترك، بعضه من حقوق
تفرض على الأرباح المكتسبة و الطبيعية، كالثمرات و النتاج، و بعضه يفرض عقوبة، و
بعضه [14] يكون من أموال المعاندين [15] للسنة، و هو الغنائم. و يكون ذلك عدة [16] لمصالح مشتركة، و إزاحة لعلة الحفظة [17] الذين لا يشغلون [18] بصناعة، و نفقة على [19] الذين حيل بينهم و بين الكسب بأمراض و
زمانات، و من الناس من رأى قتل الميئوس من صلاحه
[20] منهم. و ذلك قبيح، فإن مئونتهم
[21] لا تجحف بالمدينة، فإن [22] كان لأمثال هؤلاء من قرابته من يرجع
[23] إلى فضل استظهار من [24] قوته فرض عليه كفايته.