نام کتاب : شرح الإشارات و التنبيهات نویسنده : الرازي، فخر الدين جلد : 2 صفحه : 93
فى أن يستوى للصّورة وجود، بل قضينا بالإجمال أنّها محتاج إليها في
وجود شىء توجد الصّورة به، أو معه. ثمّ تلخيص ما بعد هذا يحتاج [1] إلى الكلام المفصّل.
التّفسير: المقصود من هذا الفصل أن يذكر سؤالا على الحجّة الّتى
ذكرها و يجيب عنه. و ذلك السؤال هو: أنّكم لمّا قلتم
[2] إنّ الصّورة لا يستوى لها وجود إلّا بالتّناهى و التّشكّل أو معهما،
و هما محتاجان إلى الهيولى، فيلزم أن تكون الصّورة محتاجة إلى الهيولى بوجه ما [3]؟ و جوابه: ليس كلّ ما احتاج الشّىء إليه
وجب أن يكون علّة للشّىء [4]، بل قد يكون و قد لا يكون. و تلخيص القول فيه يستدعى تفصيلا لا حاجة
بنا [5] إليه.
و لقائل أن يقول: هل تقول بأنّ
[6] الصّورة محتاجة إلى الهيولى؛ أو
[7] لا تقول بذلك؟ فإن قلت: الصّورة محتاجة إلى الهيولى بطل مذهبك؛ لأنّ
الصّورة شريكة للعلّة [8]
على مذهبك، و شريك العلّة يجب أن يكون متقدّما على المعلول. فلو كانت محتاجة إلى
الهيولى لكانت الصّورة متأخّرة في الوجود عن الهيولى مع أنّها كانت [9] متقدّمة عليها [10]؛ هذا خلف. و إن قلت: الصّورة غير
محتاجة إلى الهيولى، لم تكن الهيولى متقدّمة بوجه ما على الصّورة؛ لأنّ ما كان
غنيّا عن الشّىء لم يكن الشّىء متقدّما عليه. و إذا
[11] لم تكن الهيولى سابقة على الصّورة لم يلزم من جعل الصّورة علّة
مطلقة لها المحال الّذى ألزمتموه، فبطلت الحجّة أصلا
[12].
[الفصل الثّالث و العشرون [فى أنّ الصّورة الّتى يمكن زوالها عن
المادّة ليست بمتأخّرة في الوجود عن الهيولى]]
إشارة [13]:
أنت تعلم أنّ الصّورة الجوهريّة إذا فارقت المادّة، فإن لم يعقّب بدل لم تبق
المادّة موجودة. فمعقّب البدل مقيم للمادّة لا محالة بالبدل. و ليس بواجب أن يقول:
و يقيم البدل أيضا بالهيولى على أن تكون الهيولى قامت فأقامت، لأنّ الّذى يقوم
فيقيم متقدّم بقوامه إمّا بزمان، و إمّا بالذّات. و بالجملة لا يمكنك أن تدير [14] الإقامة.