نام کتاب : شرح الإشارات و التنبيهات نویسنده : الرازي، فخر الدين جلد : 2 صفحه : 532
يقتضى كون العقل الفعّال منقسما
[1]؛ و هو محال. أو يتّحد بكلّه [2] فيلزم أن تصير النّفس عالمة بكلّ المعقولات؛ و هو باطل [3]. و أمّا الحكاية الّتى ذكرها بعد هذا
الفصل فالمقصود منها أن يعرف [4] أنّ القائل بهذا [5] الاتّحاد هو «فرفوريوس»، و له كتاب طوّل فيه نفسه في تقرير هذه
المقالة. و لا شكّ أنّ الكتاب المشتمل على تقرير مثل
[6] هذه المقالة لا يكون إلّا فاسدا.
[الفصل الحادى عشر [فى إقامة الدّلالة على امتناع القول بالاتّحاد
على الاطلاق]]
إشارة: اعلم أنّ قول القائل: إنّ شيئا يصير شيئا آخر لا على سبيل [7] الاستحالة من حال إلى حال آخر، و لا
على سبيل التّركيب مع [8]
شىء آخر ليحدث منهما [9]
شىء ثالث [10]، بل على أنّه كان شيئا واحدا فصار
واحدا آخر، قول شعرىّ [11]
غير معقول. فإنّه إن كان كلّ [12] من الأمرين موجودا، فهما إثنان متميّزان. و إن كان أحدهما غير
موجود، فقد بطل [13] إن كان المعدوم قبل، و حدث [14] شىء آخر، أو لم يحدث بأن [15] كان المفروض ثابتا و [16] مصيّرا إيّاه. و إن كانا معدومين
فلم يصر أحدهما الآخر، بل إنّما يجوز أن يقال: إنّ الماء صار هواء على أنّ [17] الموضوع للمائيّة خلع المائيّة و
لبس الهوائيّة، أو ما يجرى هذا المجرى.
التّفسير: الغرض من هذا الفصل إقامة الدّلالة على امتناع القول
بالاتّحاد على الاطلاق. و اعلم أنّ قول القائل: صار هذا الشّىء [18] شيئا آخر؛ يطلق على معان ثلاثة،
إثنان [19] منها صحيحان، و الثّالث باطل [20]. أمّا الصّحيحان: فأحدهما أن يكون
هناك ذات موصوفة بصفة، ثمّ يطرأ عليها صفة أخرى و تزول الأولى، كما يقال: صار
الأبيض اسودا، و الماء نارا. و الثّانى أن يتركّب منه و من غيره شىء ثالث، كما
يقال: صار الغزل كرباسا و الخشب سريرا. و هذان المعنيان معقولان صحيحان [21].