نام کتاب : شرح الإشارات و التنبيهات نویسنده : الرازي، فخر الدين جلد : 2 صفحه : 533
و أمّا الثّالث و هو أن يصير أحد الشّيئين عين الآخر فهو [1] باطل محال
[2]. و البرهان عليه [3] أنّ الشّىء إذا اتّحد بشىء آخر
[4] فهما في هذه الحالة إمّا أن يكونا موجودين، أو معدومين، أو أحدهما
موجودا و الآخر معدوما. فإن كانا موجودين فلم يتّحدا، بل هما إثنان. و إن كانا
معدومين فهما أيضا لم يتّحدا، بل عدما و حصل شىء ثالث. و إن كان أحدهما موجودا و
الآخر معدوما لم يتّحدا أيضا؛ لأنّ الموجود يستحيل أن يكون عين المعدوم. فظهر أنّ
القول بالاتّحاد على جميع الأحوال غير معقول.
و أمّا عبارة الكتاب فهى واضحة إلّا
[5] فى إبطال أحد هذه الأقسام الثّلاثة فإنّها مختلّة جدّا. و بعد
الوقوف على الغرض لا حاجة إليه.
[الفصل الثّانى عشر [أنّ كلّ ما يعقل شيئا غيره فإنّ تعقّله لذلك
الشّىء يكون صفة حالّة فيه]]
تذنيب: قد ظهر [6] لك من هذا أنّ كلّ ما يعقل، فإنّه ذات موجودة تتقرّر فيها الجلايا
العقليّة تقرّر شىء في شىء آخر.
التّفسير: لمّا بطل القول بالاتّحاد ثبت أنّ كلّ ما يعقل شيئا غيره
فإنّ تعقّله لذلك الشّىء يكون صفة حالّة [7] فيه. و المراد بالجلايا العقليّة
[8] تلك التّعقّلات و العلوم.