نام کتاب : شرح الإشارات و التنبيهات نویسنده : الرازي، فخر الدين جلد : 2 صفحه : 530
«الف». فهل هو حينئذ كما كان عند ما لم يعقل «الف»، أو بطل منه
ذلك؟ فإن كان كما كان فسواء عقل «الف» أو لم يعقلها. و إن كان بطل منه ذلك؛ أبطل
على أنّه حال له أو على أنّه ذاته؟ فإن كان على أنّه حال له
[1] و الذّات باقية فهو كسائر الاستحالات، ليس على ما [2] يقولون. و إن كان على أنّه ذاته،
فقد بطل ذاته، و حدث شىء آخر، ليس أنّه صار هو شيئا آخر. على أنّك إذا تأمّلت هذا
أيضا علمت أنّه يقتضى هيولى مشتركة، و تجدّد مركّب لا بسيط
[3].
التّفسير: ذهب قوم إلى أنّ النّفس النّاطقة إذا عقلت شيئا اتّحدت
بتلك الصّورة العقليّة. و هذا باطل لأنّها بعد الاتّحاد
[4] إن بقيت في حدّ ذاتها كما كانت قبل الاتّحاد، فهذا ليس من الاتّحاد
في شىء. و إن لم يبق فالزّائل إمّا الذّات، أو صفة من الصّفات. فإن كان الأوّل،
لم يكن ذلك اتّحادا؛ بل حدوثا لشىء و عدما لشىء آخر. و إن كان الثّانى، لم يكن
ذلك أيضا اتّحادا؛ بل هناك ذات باقية في الأحوال كلّها
[5]، و كانت موصوفة بصفة، ثمّ طرأت عليها صفة أخرى و زالت الأولى، و ليس
ذلك من الاتّحاد في شىء.
و اعلم أنّ الشّيخ قد اختار في كتاب المبدأ و المعاد حين ما حاول
اقامة الدّلالة على أنّ واجب الوجود عقل و عاقل و معقول: إنّ النّفس النّاطقة إذا
عقلت شيئا اتّحدت بتلك الصّورة العقليّة. [6]
[الفصل الثّامن [بيان آخر على استحالة اتّحاد العاقل بالمعقول]]
زيادة تنبيه: و أيضا إذا عقل «الف» ثمّ عقل «ب»، أيكون [7] كما كان عند ما عقل «الف» حتّى يكون
سواء عقل «ب» أو لم يعقلها، أو يصير شيئا آخر؟ و يلزم منه
[8] ما تقدّم ذكره.
التّفسير: هذه هى الحجّة الأولى و لكن في صورة أخرى. و تقريرها أنّها
إذا عقلت شيئا و اتّحدت بتلك الصّورة، ثمّ عقلت شيئا ثانيا و اتّحدت أيضا بالصّورة [9] الثّانية، فالشّىء الحاصل عند
الاتّحاد [10] بالصّورة الأولى هل تبقى عند الاتّحاد
بالصّورة الثّانية، أو ما بقى؟ و حينئذ يعود التّقسيم
[11]