نام کتاب : شرح الإشارات و التنبيهات نویسنده : الرازي، فخر الدين جلد : 2 صفحه : 497
الفصل الثّامن و الثّلاثون [فى بيان أنّ الأجسام السماويّة تبتدىء
في الوجود مع استمرار الجواهر العقليّة]]
زيادة [1]
تحصيل: و ليس يجوز أن [2]
تترتّب العقليّات ترتّبها، و يلزم الجسم السماوىّ عن آخرها، لأنّ لكلّ [3] جسم سماوىّ مبدءا عقليّا، إذ ليس
الجرم السماوىّ بتوسّط جرم سماوىّ. فيجب أن تكون الأجرام السماويّة تبتدىء في
الوجود مع استمرار باق في الجواهر العقليّة، من حيث لزوم وجودها نازلة في استفادة
الوجود مع نزول السماويّات.
التّفسير: لمّا ثبت أنّ ههنا عقولا و أجساما فلا يخلو إمّا أن يقال:
صدر عن كلّ عقل عقل فقط إلى أن ينتهى الأمر إلى آخر العقول، ثمّ يبتدىء السماوات [4] من ذلك العقل الأخير [5]؛ و إمّا أن لا يكون كذلك. و الأوّل
محال؛ لأنّ العقل الأخير لا يجوز أن يصدر عنه إلّا فلك واحد، لأنّ الواحد لا يصدر
عنه إلّا الواحد [6]. و سائر الأفلاك لا يمكن استنادها إلى
الأفلاك [7] الأخر لما ثبت أنّ فلكا لا يجوز أن
يكون علّة لفلك آخر. و لا يجوز استنادها إلى سائر العقول لأنّا على هذا الفرض
قلنا: إنّ شيئا من العقول لم يصدر عنه [8] الفلك إلّا العقل الأخير. و لمّا بطل هذا القسم ثبت أنّ الأجسام
السماويّة تبتدىء في الوجود مع استمرار الجواهر العقليّة، فيصدر عن العقل الأوّل
عقل و فلك، ثمّ عن ذلك العقل عقل آخر [9] و فلك آخر إلى آخر [10] المراتب.
و لقائل أن يقول: لم لا يجوز أن يقال: إنّه
[11] صدر عن العقل الأوّل عقل واحد فقط، و عن ذلك
[12] الواحد واحد آخر إلى الألف أو
[13] أكثر بحيث لا يصدر عن العقل الواحد
[14] إلّا عقل [15]
واحد. ثمّ بعد ذلك يوجد [16]
عقل يصدر عنه عقل و فلك، ثمّ عن ذلك العقل عقل آخر و فلك آخر
[17]. و بالجملة يكون في أوّل الأمر عقول كثيرة نازلة من غير الأفلاك [18]، ثمّ يكون عقل و فلك [19]، ثمّ بعده عقول أخر [20] كثيرة من غير أفلاك [21]، ثمّ بعده
[22] عقل آخر و فلك آخر [23]. و على هذا التّقدير لا يلزم أن تكون الأجرام
[24] السماويّة مساوية للعقول [25].