نام کتاب : شرح الإشارات و التنبيهات نویسنده : الرازي، فخر الدين جلد : 2 صفحه : 476
ذاتها معلول العقل، فهذا مسلّم. لكن هذا القدر لو كفى في كون القوّة
الجسمانيّة مبدءا للأفعال الغير [1] المتناهية لصحّ ذلك في جميع القوى الجسمانيّة، لأنّ المؤثّر في جميع
القوى [2] و الكيفيّات في هذا العالم هو العقل
الفعّال. و إن عنيتم بها [3]
حدوث أمور [4] فى النّفس الجسمانيّة أو زوال أمور
عنها بسبب العقل، فتلك [5]
الأمور الحادثة [6] و الزّائلة أمور جزئيّة متغيّرة. و قد
اسندتموها إلى العقل، و ذلك غير جائز عندكم، لأنّ الثّابت لا يكون علّة للمتغيّر.
و إن [7] جاز ذلك، فليجز أن يكون المبدأ القريب
لحركات الفلك هو العقل المفارق.
و أيضا فإن جاز ذلك فلم لا يجوز مثله في سائر القوى الجسمانيّة؟ و
حينئذ لا يمكن القطع في شىء من القوى الجسمانيّة بأنّها لا تقوى على أفعال غير
متناهية لاحتمال أن يحصل لتلك القوّة الجسمانيّة من الانفعالات عن [8] العقل المفارق
[9] ما لأجلها تقوى على أفعال غير متناهية. و إن أردتم بهذه الانفعالات
أمرا [10] وراء كون العقل علّة لذات النّفس و
لصفاتها [11] فاذكروا ذلك المعنى ليمكننا أن نتكلّم
فيه بالنّفى و الإثبات. و هاهنا [12] آخر الكلام في إثبات العقول بهذا الطّريق.
[الفصل السابع و العشرون [فى أنّ الحركات السماويّة متّصل؛ لأنّه
لا يزال تفيض من المبدأ المفارق العقلى تحريكات نفسانيّة للنّفس السماويّة]]
إشارة [13]:
فالمبدأ المفارق العقلىّ لا تزال تفيض منه [14] تحريكات نفسانيّة [15] للنّفس السماويّة على هيئات نفسانيّة
[16] شوقيّة [17]
تنبعث منها الحركات السماويّة على النّحو المذكور من الانبعاث [18].
و لأنّ تأثير المفارق متّصل، فما يتبع ذلك التّأثير متّصل، على أنّ
المحرّك الأوّل هو المفارق لا يمكن غير هذا [19].